روايه بقلم فاطمه الالفي

موقع أيام نيوز


بهاتفهم بلا ازداد قوة واكمل ما يفعله من أجل تلك المسكينة.
قل أعوذ بوجه الله الكريم بكلمات الله التامات اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شړ ما نزل من السماء ومن شړ ما يعرج فيها ومن شړ ما ذرأ في الأرض ومن شړ ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار إلا طارق يطرق بخير.
أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن ولا فاجر من كل ما خلق وبرأ وذرأ ومن شړ كل ما ينزل من السماء ومن شړ كل ما يعرج فيها ومن كل ما يخرج من الأرض ومن كل ما ينزل فيها. 

اللهم اني اعوذ بك من شړ ما أجد وأحاذر.
اللهم كن عينها التي ترى بها ولسانها الذي تنطق به واحفظها بحفظك.
اللهم إني أمسيت أشهدك وأشهد حمله عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا انت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك. 
اللهم وبحق القرآن العظيم وبحق حبك لنبيك صلى الله عليه وسلم حصنها من كل ما ېؤذيها.
تصبب الشيخ عرقا من كل جسده وهدات الرجفة التي احتاجه ثم اقترب من جسد حياة الساكن مكانها ووضع يده على جبينها يقرأ ايات قرانية.
ثم طلب من والدها إحضار مصحف ووضعه بين كف حياة 
افتحي يا بنتي المصحف واقري سورة البقرة 
انصاغت حياة كالمغيبة تلبي رغبته وتبسم لها الشيخ عندما وجدها تقرأ بهدوء ولم يحدث لها شيء أشار لوحدها بالخروج وظلت خديجة بجوار حياة.
حدثه الشيخ قائلا بحزن
اللي على حياة يا حاج فاروق صعب أوي ده متمسك بجسدها بس ربنا كريم وهيقدرنا عليه بإذن الله حياة بعدت عن ربنا والتهت بدنيتها الجديدة مش هقولك تفاصيل عن حالتها بس كل بمشيئة الله وحياة محتاجة جلسات كتير بس بأمر الله هنقضي عليه وننتصر.
الفصل العاشر..
ألم الرحيل أصعب شيء في الوجود رحيل من نحب بسفر أو مۏت أو غيره وكذلك نحن أحيانا تضطرنا الحياة لنرحل من المكان الذي نحبه.. 
إذا قررت الركض يوما.. فاصطدمت بالجدار.. أو فكرت في الطيران إليهم.. فاصطدمت بالسقف.. أو حاولت السباحة نحوهم.. فتحول البحر إلى كتلة من الجليد.. فعندها فقط.. أنتعل إحساسك بالإحباط.. وأرحل بلا صوت. حين تكتشف أن الزمان ليس زمانك.. وأن المكان ليس مكانك.. والإحساس ليس إحساسك.. وأن الاشياء حولك لم تعد تشبهك.. وأن مدن أحلامك ما عادت تتسع لك.. عندها.. لا تتردد.. وأرحل بلا صوت. 
عاد ألبرت إلى قاهرة المعز وكان مستمرا في الكيان الذي كونه بنفسه فدخول عالم الماڤيا صعب الخروج منه إلا بأزهاق الروح ونزع الروح عن الجسد وهو عالق بروحه مع زمردة الفتاة المصرية التي دخلت على حياته صدفة لتغير قدره..
زفت بشائر ولادة زوجته عن طفلين من الصبيان كانت الفرحة عارمة بالحي بأكمله الجميع من جيران الحي يبارك ويهنئ وعلت الزغاريد وتوافدت على المنزل صديقات زمرد ووالدتها مباركة ذلك الحدث السعيد. 
وعندما خلى المنزل من ضجيج
النساء دلف ألبرت غرفة زوجته النائمة بهدوء وجلس على طرف الفراش ينظر للطفلين بكل محبة وذرفت عينيه دموع الفرح بسبب قدومهم على حياته لتزداد سعادة فوق سعادته 
رفع انامله يداعب كف صغيره الغض الناعم الرقيق قبض طفله على أصبعه بكفه علت أبتسامته وهو يرا ابنه يفعل تلك الحركة متشبثا باصبع والده اما الطفل الآخر فقد كان في ثباته العميق لم يقدر على ترك صغيره لذك حمله برفق بين يديه وترك زوجته وصغيره الآخر نائمين وغادر الغرفة وهو يقرب صغيره من أنفه يستنشق عبق رائحته الطفولية التي تدغدغ أوصاله. 
جلس بركن مظلم في الغرفة المجاورة ووضع صغيره بحجره وظلت حدقتيه الصغيرتين تتلفت هنا وهناك وارجل ألبرت لم تكف عن الاهتزاز لكي يجعل صغيره يذهب في نومه ولكن يبدو أن الصغير مثل ابيه سعيد بهذا الانس بينهم. 
همس ألبرت بصوت خاڤت جانب اذنه 
شبلي الصغير لماذا لم تنم مثل أخيك ثم اردف قائلا
حسنا يا
صغيري سوف اقص عليك قصة جميلة ستجعلك تنم بهدوء
ظل يداعبه برفق وحنان ويهمس له بكلمات الأغنية التي يعشقها ليهدأ تمام ويرتخي جسد الصغير في نوم هانىء حمله برفق وأعاده إلى جوار والدته وشقيقه..
مر عام يليه الآخر وكبر الطفلين وهم الان في عمر الرابعة وكلما كبروا يزداد تعلق ألبرت بصغاره ويصطحبهم معه إلى البزار يوميا يركضون ويلعبون ويلهون بالخان وعند شعورهم بالتعب يجلسون بجوار والدهم الحاني الذي يجلب لهم مشروب العناب وبعض الحلوى المفضلة لديهم واللذين يطلقون عليها مسمى أرواح
ويظلوا بجواره إلى موعد الغداء لتاتي والدتهما بالطعام ويجلسون جميعهم يتناولونه في جو من الألفة والمحبة والمرح مع الصغار اللذين يتقاذفن حبات البندورة وصوت ضحكاتهم تجلجل في متجر التحف الخاص بوالدهم وهو يطالعهم بكل بسعادة لم يكن يعلم بأن سعادته ستنطفي فجأة عندما صړخ إحدى تؤامه يتلوى ويمسك ببطنه مټألما صارخا پألم يفتك بأحشاءه ولم يستطع تحمله وجسده الهزيل يتصبب عرقا
تحولت لحظة سعادتهم للحظة ألم على الصغير حمله ألبرت على كتفه وهرول
 

تم نسخ الرابط