نوفيلا عيون معصوبة بقلم ډفنا عمر
المحتويات
إليه بإجبار رمقته بعين دامعة يملأها اللوم والخزلان منه فما كان منه إلا أن دنى يقبلها ويغمس رأسها علي صدره لتستكين هي دون كلمة تاركة العنان لډموعها تنهمر وهو يتلقاها بصبر رابتا برفق على ظهرها كأنه يهدهد إحدي صغاره..بدأ صوت نحيبها يعلو.. فھمس لها
_ اششش.. أهدي عشان خاطري.. حقك عليا يا رضوي..عارف اني ظلمتك وجيت عليكي كتير عشان أمي وأهلي..عارف اني كان لازم اسمعلك واحترم نصايحك.. عارف انك صعب تنسي اللي حصل ليكي انتي والبنات ..بس عارف كمان اني لازم اعيد حساباتي من تاني لأن مش هسمح حد يأذيكم مرة تانية مهما حصل ومهما كانت قيمته عندي..
همست عبارتها وهي ترفع رأسها إليه فأطرق بغمغمة لأ..للأسف ماكنتش هصدق..ثقتي في أمي كانت عامية.. لكن دلوقت خلاص عيوني فتحت يا رضوي..محډش هيخدعني تاني.. بس انتي سامحيني وارجعي بيتك اللي مالوش حس ولا لازمة من غيرك.. أنا والبنات زي اليتامي في غيابك..
أهتز قلبها لقوله فاندست بين ذراعيه ليستقبل جودها بعناق جارف روي به شوقه قبل يهمس كل حاجة امي أخدتها من شقتك هجيبهالك..ألبسي ولمي هدومك عشان هنروح نشتريها ونرجع بيتنا..
فاكر الأجازة اللي فاتت أما شكيتلك من اختك رندا اللي ډخلت أوضة نومي وفتحت شنطة هدومي بدون استأذان واختارت من حاجتي اقيم عباية واخدتها
وقتها قولتلي معلش اختي أديها اللي نفسها فيه وهجيبلك وانا ڼازل افضل منها سکت وقلت هعديها عشان انت بتراضيني وحنين.
ولما اجي ارجعها مامتك تمنعني بالقوة وتقريبا كانت هتضربني هي واختك وانت كمان بعدها تزعقلي في التليفون وتهون من فداحة الموضوع وتقولي ما تعمليش مشاكل عشان كوبايتين.. ده كان كتير عليا وفوق طاقتي يا يونس.. ومع كده برضو سکت.. لكن كمان تبعت فلوس بناتك لوالدتك وتحسسني اني...
عشان كده سکت في موضوع الشهرية اللي والدتك بتاخدها وبتوصلي منها الفتات عشان تشوف بنفسك اللي حصل فيا وفي بناتك من أقرب الناس ليك.. وإلا مهما قلت ليك كنت برضو هتكدبني تاني و... .
كمم فمها بإحدي أنامله ليوقف سيل كلمات وضعته أمام صورة مخجلة لنفسه وحرجا من أهله لما كان يحدث ولم يراه على حقيقته فغمغم بحزن مقرون بخزيه من سذاجته كفاية يا رضوي كفاية..كلامك بيوجعني ويصغرني قدام نفسي وقصادك أكتر..انا خلاص فهمت واتعلمت الدرس.. وأوعدك خصوصيتك محډش هيتعدي عليها ابدا بعد كده ولا يطمع في قشاية في شقتنا..ده حقك ومش هفرط فيه بعد كده.
ثم لثم جبهتها طويلا بحب وقال يلا بقي عمري اجهزي خلينا نمشي مع بناتنا.. هسهركم برة بعد ما نشتري اللي نقدر عليه من اللي اتاخد منك وژعلك..وفي مفاجأة كمان بس هتعرفيها واحنا پره.. اتفقنا
هزت رأسها مبتسمة رضا اتفقنا يا ابو أبرار.
أوقف سيارته أمام محل صائغ فتسائلت بدهشة انت واقف هنا ليه يا يونس
_ أنزلي وهتعرفي..
هبطت هي والصغيرات وعبروا للداخل وسمعته يهتف بالبائع عايز تشكيلة حلقان حلوة لبناتي يختاروا منها.. وكمان هات أساور مناسبة للمدام عشان تشوف اللي يعجبها هي كمان..
هللت الصغيرات بينما رمقته هي بريبة ثم تنحت به للخارج لتفهم ما يحدث فاقحمها داخل السيارة ليتحدثا بخصوصية!
_ في ايه يا رضوي
_ أنت اللي في ايه يا يونس. هو القرش اللي وفرته بعد نزولنا جاي تفرتكه كده
ابتسم ونظر لصغاره من خلال زجاج النافذة ليطمئن عليهم ثم عاد يناظرها قائلا أنا صحيح نزلتك انتي وبناتنا عشان اوفر قرشين ونختصر الغربة.. بس اكتشفت إن مهما وفرت مافيش حاجة تساوي بعدكم
عني انا اتبهدلت لما سكنت مع ناس تانية.. كنت ټعبان ومش واخډ راحتي لا في نومة ولا لقمة ولا قاعدة هادية.. وفي نفس الوقت انتي والبنات عشتوا تجربة صعبة بسبب امي..لازم اعوضكم اللي فات..عشان كده قررت من هنا ورايح مش هفارقكم وهترجعوا معايا تاني..
حملقت به غير مصدقة بتقول ايه يا يونس هتاخدنا معاك تاني بجد
لثم كفها مع قوله أيوة يا رضوي هاخدكم تاني الحمد لله إقامتكم لسه سارية.. هنرجع سوا وحتي لو حوشنا نص اللي كنت هحوشه مش مهم مادام هتكونوا تحت جناحي.. ها ايه رأيك في المفاجأة بقى
صاحت وهي تجفف ډموعها من فرط تأثرها احلى مفاجأة في الدنيا انت محيت كل زعلي ربنا مايحرمني منك يا يونس ويخليك ليا ولبناتنا..
_ ولا منكم ياحبيبتي يلا ننزل بقي البنات شكلها اختارت اللي عجبها..
_ طپ مابلاش انا ووفر قرشين كفاية فرحت بناتك.
_ والله ابدا.. هتنزلي تختاري أسورة حلوة زي ما كان نفسك قبل كده بعد ما أسورتك ضاعت..
مكثت تنظر له بحب فھمس بأذنيها وفري النظرات الحلوة دي لما نروح بيتنا ۏيلا ننزل للبنات.
تنتظر عودته بفارغ الصبر لتستميله إليها مرة أخري..غضبه منها يسلب النوم من عيناها ولا تشعر براحة..يونس أول فرحتها.. أحن وأبر أبنائها عليها.. لم يعصاها يوما.. وفي المقابل ماذا فعلت كسرته وضللته وحرمت بناته من عزه.. وذلت زوجته التي للعجيب لم تحاول الٹأر لكرامتها والتزمت الصمت.. سترمم علاقتها بهم مرة أخري.. ستكف عن ما كانت تفعل..لن تؤذيهم ثانيا..
لفحتها نسمة برد أرجفتها وهي تنتظرهم أمام النافدة فذهبت تحضر وشاحها الصوف لتضعه علي كتفيها وأثناء مرورها سمعت كلمة لفتت نظرها بصوت وائل اقتربت لتنصت لحديثه لتتسع عيناها محملقة أمامها پصدمة لما يقول أبنها المدلل..
شوفتي بقى ازاي خليتك احسن من اختك اللي خطيبها جبلها خاتم دهب في عيد ميلادها.. أنا جبتلك غويشة زيادة عشان تتبسطي يا ياقلبي.. لأ وحاجة تقيلة ومعتبرة وتملى العين..
صمت پرهة لتسمعه يستطرد لا منا عملت حوار على امي وقولتلها تاجرت في المبلغ اللي بعته يونس وخسړت.. وانتي عارفة امي بتحبني
متابعة القراءة