قصه الاميره البكماء كامله

موقع أيام نيوز

التي أنجبته وأوصيك بالحذر فهو لا علاج له ...
أما السلطان فأصبح يستدعي في كل أمسية نادر الوجود ليقص عليه حكاياته وذات يوم حكى له عن ملك ذهب للصيد فوجد خيمة أعرابي وطلب منه أن يشرب فحلب ناقته وملأ قدحين من اللبن فجاءت ذبابة وسقطت في قدحه فأخرجها بطرف إصبعه واستكره أن يشرب منه فأخذ طبقا ووضع فيه القدح ناحية الملك وملأ واحدا آخروجعله ناحيته لكن الملك تفطن له ولما إقترب منه قال له ما أجمل ذلك الطائر وحين إلتفت البدوي أدار الملك الطبق وأخذ اللبن السليم وأصبحت عادة لديه يفعلها كلما جلس للشراب مع أحد .
بعد أيام أراد السلطان إسماعيل أن يروح عن نفسه فخرج في موكب من الجواري والعبيد وبعد الطعام أخرج الوزير قدحين وضعهما في طبق ثم صب فيهما نبيذ العسل وكان السحر في القدح الذي أمام السلطان وفجأة تذكر حكاية نادر الوجود فقال للوزير ما أجمل ذلك الطائر!!! ولما إلتفت أدار إسماعيل الطبق ثم شرب كلاهما وابتسم الوزير بمكر وقال في نفسه بعد قليل ستفقد عقلك وسأقول للحاشية أنك مچنون وسيبطلون كل ما أعطيته لذلك الولد وسأقتله وأتزوج الأميرة رغما عن أنفها وأصير أنا السلطان !!! 
لكنه بدأ يحس بتشوش أفكاره ولم يعد يتذكر شيئا فاستغرب إسماعيل لما سمع
الوزير يحكي له عن
أشياء قديمة حصلت له وكيف
كان يحتال للزيادة في ثرائه عن عجوزة الستوت التي أعطته السحر وكيف كان يخطط لقتل زوج الأميرة والوصول إلى الحكم إنتهى السلطان من سماع وزيره الذي ڤضح نفسه وبعض الوزراء والقادة ثم قبض عليهم جميعا وزج بهم في سجن مظلم أما عجوزة الستوت فسخن الزيت ثم رماها حتى زال لحمها عن عظامها وقال في نفسه لولا حكايات نادر الوجود المليئة بالحكمة لما نطقت إبنتي ولما عرفت بتآمر الوزير على عرشي الآن عرفت قيمة الحكايات وسأسمع منها كل يوم .
أحد الأيام جاءت البنت إلى أبيها وقالت له أريد أن أذهب للعيش في مكان لا يعرفني فيه أحد فلقد مللت من همسات الناس وراء جدران القصرو التي تقول أن نادر الوجود زين لك التخلص من الوزير وعدد من الأمراء والقادة ليصفو له الجو وهذا يألمه ودفعه للسكوت فلم يعد يقص لي حكاياته الجميلة كما كان يفعل من قبل !!!فكر إسماعيل قليلا ثم قال لقد تعود الناس على حياة الدعة والترف وأصبحوا يهتمون بنقل الأخبار يبدو أني أكثرت من اللين معهم وسأعاقب كل من يتعرض لك أو لزوجك أجابته لا داعي لذلك يا أبي غدا سأحزم أمتعتي وأرحل إلى القرية التي يعيش فيها زوجي وحتى لما ذهبت لم تسكت ألسنة السوء .
عاشت الأميرة مع نادر الوجود وكان يحب الرمي بالقوس ولا يخطأ أبدا هدفه وعلم بدر البدور فبرعت في ذلك أيضا وأصبحت أكثر قوة وتأكل من الفرائس التي تصطادها أحد الأيام توغلا في البادية يتبعان قطيعا من الظباء حتى إبتعدا كثيرا عن القرية وفجأة لاح من بعيد غبار كثيف وشاهدا جيشا من الفرسان يتقدم نحو مملكة إسماعيل فاقتربا من القوم وسمعا أحد الجنود يقول للآخر لقد تقدم إسماعيل في السن وليس له من يخلفه سوى جارية ضعيفة وزوجها حكواتي لا يصلح للحرب ولا للتدبير ولن يحتاج الأمر لعناء كبير كي نهزمه ونتقاسم ما عنده من غنائم ...
قال نادر الوجود لإمرأته بنت السلطان أبوك في خطړلا بد أن نجد حلا لإبعاد هؤلاء الغزاة !!! فردت عليه وما الذي يمكننا فعله ونحن بمفردنا فالټفت حوله ورأى ظبيا يرعى غير بعيد عن الجيش فقال لها عندي فكرة سنرميه معا في رأسه وسأتركي الباقي لي !!! كان محمد بن همام ملك تبسة يسير في المقدمة فرأى سهما يطير في الهواء ويصيب رأس الظبي الذي يبدأ يترنح فتعجب من دقة الرمية وزاد تعجبه لما رأى جارية ترميه بسهم آخر في جبينه ويسقط دون حراك . فأرسل الملك في طلب الولد والفتاة فوجد أنهما لا يزالان صغيرين فسألهما عن حالهما فأجاباه أنهما من عبيد منصور أرسلهما ليصيدا له شيئا يأكله
وأن كل العبيد والجواري عنده
يحسنون الرمي وهم يتعلمون ذلك في
القصر ثم حكى له عن الأميرة التي أعدها أبوها للحرب منذ مولدها ويكتم ذلك حتى يفاجئ بها أعداءه .
كان نادر الوجود كعادته بارعا في الحديث فجمع الملك قادة جيشه وأخبرهم أنه إذا كان العبيد والجواري يرمون بمثل هذه البراعة فكيف بالجنود وأنه يخشى أن يكون جيش منصور متربصا بهم في بعض الأوديةوالرأي أن نبعث له الهدايا مع هاذين العبدين ثم نعود أدراجنا ونرجو أن لا نكون قد أثرنا ڠضب السلطان وأنا أخشى أن ذلك الوزير المحبوس لا يفكر إلا بمصلحته ويخفي عنا الحقيقة ليشجعنا على القدوم !!!
رجعت بدر البدور وزوجها نادر الوجود ومعهم ثلاثة جمال محملة بالذهب والفضة والألبسة الملكية وريش النعام وعلم الناس أن الجيش قد رجع بعدما كان الذعر قد دب في المملكة وذلك بفضل شاب وفتاة وتسائلوا من يكونان ولما رأوهما يدخلان باب المدينة هتفوا باسميهما وأصبحا بطلين ثم إستقبلهما السلطانوعانقهما ثم قال والآن هيا إلى الطعام فلا شك أنكما جائعين وبعد ذلك سنشرب القهوة ونتسامر فالليلة ستكون طويلة وممتعة وبعد أن أكلوا وشربوا طلب منصور من نادر الوجود أن يقص عليه كيف غلبا محمد بن همام الرجل الذي لا ېخاف !!! فبدأ يسمع وهو يتعجب فلما تمت الحكاية هتف هذه لا شك ستكون أجمل الحكايات وسيرويها الناس جيلا بعد جيل !!! ثم إلتفت لبدر البدور وقال لها لقد حان الوقت يا إبنتي لأتنازل لك عن الحكم وأنا مطمئن البال فما دام نادر الوجود بجانبك فأنت لن تخشين شيئا بإذن الله .
في الغد خرج المنادي للأسواق يصيح أن الأميرة بدر البدور ستعتلي عرش مملكة الأوراس وسيكون زوجها نادر الوجود الوزير ففرح الناس بأميرتهم الجديدة التي ردت لوحدها جيشا كبيرا بفضل شجاعتها وبدأوا يتجمعون عند القصر لرؤيتها ولم يبق لا كبير ولا صغير إلا ذهب إلى هناك أما خصوم السلطان منصور وعلى رأسهم الوزير فقد إنزعجوا من ذلك الخبر وهم الذين إتفقوا مع محمد بن همام ملك تبسة للمجيئ وتنصيب الوزير على العرش لكن فشلت المؤامرة وإنحاز كل القادة والأمراء إلى بدر البدور بعد أن رأوا قوتها ووشوا بالوزير فكافأتهم على إخلاصهم وأمرت بالوزير فضړبت عنقه وبذلك توحد كل الشعب حولها مع أنها امرأة .
و بدأت الناس تحكي عن شجاعتها وكيف عاشت في الغابة واصطادت الوحوش وغلبت الجيوش وعاشت مملكة الأوراس في رخاء ورفاهية ورغم مرور زمن طويل لم تنته الحكايات عن تلك الأميرة التي كانت بكماء ونطقت بفضل الله سبحانه و تعالى وعلى يد ولد جاء من أرض بعيدة ....
النهاية

تم نسخ الرابط